قــل لــمـن جـرحـكــ 9 جــمــل
قل لهـــــــــــــم ..
انـك نسيتهـم .. وأدر لهـم ظهـر قلبـك , وأمـض ِفـي الطـريق المعاكـس
لهـم فربما كان هناك.. فـي الجهة الأخرى.. أناس يستحقونك أكثـر منهـم
قل لهـــــــــــــم ..
إن الأيـام لا تتكـرر.. وإن المـراحـل لا تعـاد .. وإنـك ذات يـوم .. خلفتهـم
تمـامـاً كمـا خلفــوك فــي الـوراء وإن العـمـر لا يعـود إلــى الــوراء أبــداً
قل لهـــــــــــــم ..
إنك لفظت آخر أحلامك بهـم.. حين لفظت قلوبهـم.. وإنك بكيت خلفهـم
كثيـراً حتـى إقتنعـت بمـوتهـم وإنـك لا تملـك قـدرة إعادتهم إلـى الحياة
فــي قلبــك مــرة أخــرى بعــد أن إختــاروا الـمــوت فيــك
.
قل لهــــــــــــم ..
إن رحـيلهــم جعلـك تعـيـد إكتشاف نفسـك.. وإكتشـاف الأشيـاء حولـك
وإنـك إكتشفــت أنهـم ليـسـوا آخـر المشـوار.. ولا آخـر الإحساس.. ولا
آخـر الأحـلام.. وأن هنـاك أشيـاء أخــرى جـمـيلـة.. ومـثيـرة.. ورائعــة
تـستـحــق عـشــق الـحـيــاة وإسـتـمــراريـتــهــا .
قل لهـــــــــــــــم..
إنـك أعـدت طـلاء نفـسـك بعـدهـم.. وأزلـت آثـار بصمـاتـهـم مـن جـدران
أعماقـك.. وأقتلعـت كـل خناجـرهم من ظهرك وأعدت ولادتك مـن جديـد
وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهـم بك ، وإن مساحتك النقيـة
مـــا عـــادت تـتـســع لـهـــم .
قل لهـــــــــــــــــم ..
إنك أغلقت كـل محطات الإنتظار خلفهـم.. فلـم تعـد ترتـدي رداء الشـوق
وتقـف فـوق محطـات عودتهـم.. تترقـب القـادميـن.. وتدقـق في وجـوه
المسافريـن.. وتبحث في الزحام عـن ظلالهـم وعطـرهـم وأثـرهـم عـل
صـدفــة جـمـيـلــة تـأتــي بـهــم إلـيــك .
قل لهـــــــــــــــم ..
ان صـلاحيتهـم إنتهت.. وأن النبض في قلبك ليس بنبضهم.. وأن المكان
فـي ذاكرتك ليس بمكانهم.. ولم يتبق لهم بك سوى الأمـس.. بكل ألم
وأســى وذكـــرى الأمـــس
.
قل لهــــــــــــــم ..
إنـك نزفتهـم في لحظـات ألمـك كدمـك.. وإنـك أجهضتهـم فـي لحظـات
غيابهـم كجنيـن ميـت بداخلـك.. وإنـك أطلقـت سراحهـم منـك كـالطيـور
وأغلقـت الأبـواب دونـهـم وعـاهـدت نفسـك ألا تفـتـح أبـوابـك إلا لأولئـك
الــذيــن يسـتـحـقـــون .
قل لهــــــــــــــــــم..
إن لكـل إحسـاس زماناً.. ولكل حلم زماناً.. ولكـل حكايـة زمانـاً.. ولكـل
حزن زماناً.. ولكل فـرح زمانـاً.. ولكل بشـر زمانـاً.. ولكـل فرسـان زمانـاً
وإن زمنهـم إنتهـى بــك منـذ زمــن
--------------------
الأحد، 28 فبراير 2010
عندما تكون رغباتك وخيالك متعارضين فإن خيالك يكسب اليوم دون خلاف
لعالم النفس الشهير الكوى
يقول :
" عندما تكون رغباتك وخيالك متعارضين فإن خيالك يكسب اليوم دون خلاف "
ما معنى هذا الكلام ؟؟؟
نضرب مثال بسيط
إذا طلب منك أن تمشى على لوح خشب طوله وليكن 10 أمتار وعرضه 5 أمتار موضوع على الأرض على الأرض ، بلا شك فأنك ستمر عليه دون أدنى مشاكل
إن رغبتك فى المرور لا تتعارض مع خيالك
فخيالك ما دام اللوح على الأرض فأنه لا يمثل اى احتمال للسقوط وأن حدث فهو على الأرض
الآن افترض أن هذا اللوح موضوع على ارتفاع 20 قدما في الهواء بين عمارتين عاليتين
هل تستطيع أن تمشى عليه ؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أعتقد
لماذا ؟؟؟ مع أنه نفس اللوح بنفس الطول والعرض
التفسير :
إن رغبتك فى المشى عليه ستواجه من جانب خيالك أو الخوف من السقوط ،
و مع أنك تملك الرغبة فى المشى لكن صورة الوقوع فى خيالك ستتغلب على رغبتك وأرادتك او جهدك للمشى على اللوح
والعجيب أنك لو حاولت المشى عليه
قد يحقق خيالك السقوط بنفس الشكل الذى تخيلته
لأنه تدرب عليه مسبقاً فى اللاواعى الذى يدير 90 من سلوكياتك
ماذا نستفيد من تلك القاعده ؟؟؟؟
أظن ان الصورة بدأت تضح ،
كلنا يملك الرغبة للنجاح ،،
ولكن لا ننجح !!! لماذا ؟؟؟؟
لأن صورة الفشل مسيطرة على خيالنا ....
قاعدة تقول :
" لا تحاول أن تجبر العقل الباطن على قبول فكرة بممارسة قوة الإرادة ، فسوف تحصل على عكس ما كنت تريد "
مثال :
أذا قلت أنا أريد الشفاء " رغبة " ولكن لا أستطيع الوصول أليه " خيال " فسوف تكره نفسك على الدعاء والعقل لا يعمل تحت إكراه
وهذه معلومه خطيرة : " أن العقل لا يعمل تحت ضغط "
فمن يتخيل أنه سينسى فى الإمتحان
ويرتبك وتهرب منه المعلومات
ومع أن رغبته فى الاستذكار والنجاح
إلا أن الخيال أقوى
من يخاف من لقاء الناس
فهو يرسم صورة عقليه متخيله لسلوكياته وتصرفه عند لقاء الناس لا تتفق مع رغبته فى الثقة بالنفس
وبالتالى فان الصورة التى تخيلها ورسمها فى عقله هى التى ستصيطر عليه عند تعرضه لمثل هذا الموقف
أن الكثير مما يعانون من القلق أو الرهاب الاجتماعى
أو الوساوس القهرية
فأنما يعانون من التخيل السلبى لكل ما يقلقهم أو يؤثر على اعصابهم
وبأدراكك لتلك القاعده المهمة
فأذا استطعت
ان تحقق الانسجام بين ما ترغبه حقيقه
وما تتخيله وتضعه فى عقلك
فستعمل فى انسجام
الخلاصة :
لكى تحقق نجاح فى مجال لابد ان تتوافق رغباتك مع احلامك
لكى يعمل عقلك بكفأة استرخى وأبتعد عن العصبية والضغط على العقل
تخيل ما تريده لا ما لا تريده
درب عقلك اللاواعى دوما ً على النجاح
وأن يعمل معك لا ضدك
الخلاصة :
لكى تحقق نجاح فى مجال لابد ان تتوافق رغباتك مع احلامك
لكى يعمل عقلك بكفأة استرخى وأبتعد عن العصبية والضغط على العقل
تخيل ما تريده لا ما لا تريده
درب عقلك اللاواعى دوما ً على النجاح
وأن يعمل معك لا ضدك.
يقول :
" عندما تكون رغباتك وخيالك متعارضين فإن خيالك يكسب اليوم دون خلاف "
ما معنى هذا الكلام ؟؟؟
نضرب مثال بسيط
إذا طلب منك أن تمشى على لوح خشب طوله وليكن 10 أمتار وعرضه 5 أمتار موضوع على الأرض على الأرض ، بلا شك فأنك ستمر عليه دون أدنى مشاكل
إن رغبتك فى المرور لا تتعارض مع خيالك
فخيالك ما دام اللوح على الأرض فأنه لا يمثل اى احتمال للسقوط وأن حدث فهو على الأرض
الآن افترض أن هذا اللوح موضوع على ارتفاع 20 قدما في الهواء بين عمارتين عاليتين
هل تستطيع أن تمشى عليه ؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أعتقد
لماذا ؟؟؟ مع أنه نفس اللوح بنفس الطول والعرض
التفسير :
إن رغبتك فى المشى عليه ستواجه من جانب خيالك أو الخوف من السقوط ،
و مع أنك تملك الرغبة فى المشى لكن صورة الوقوع فى خيالك ستتغلب على رغبتك وأرادتك او جهدك للمشى على اللوح
والعجيب أنك لو حاولت المشى عليه
قد يحقق خيالك السقوط بنفس الشكل الذى تخيلته
لأنه تدرب عليه مسبقاً فى اللاواعى الذى يدير 90 من سلوكياتك
ماذا نستفيد من تلك القاعده ؟؟؟؟
أظن ان الصورة بدأت تضح ،
كلنا يملك الرغبة للنجاح ،،
ولكن لا ننجح !!! لماذا ؟؟؟؟
لأن صورة الفشل مسيطرة على خيالنا ....
قاعدة تقول :
" لا تحاول أن تجبر العقل الباطن على قبول فكرة بممارسة قوة الإرادة ، فسوف تحصل على عكس ما كنت تريد "
مثال :
أذا قلت أنا أريد الشفاء " رغبة " ولكن لا أستطيع الوصول أليه " خيال " فسوف تكره نفسك على الدعاء والعقل لا يعمل تحت إكراه
وهذه معلومه خطيرة : " أن العقل لا يعمل تحت ضغط "
فمن يتخيل أنه سينسى فى الإمتحان
ويرتبك وتهرب منه المعلومات
ومع أن رغبته فى الاستذكار والنجاح
إلا أن الخيال أقوى
من يخاف من لقاء الناس
فهو يرسم صورة عقليه متخيله لسلوكياته وتصرفه عند لقاء الناس لا تتفق مع رغبته فى الثقة بالنفس
وبالتالى فان الصورة التى تخيلها ورسمها فى عقله هى التى ستصيطر عليه عند تعرضه لمثل هذا الموقف
أن الكثير مما يعانون من القلق أو الرهاب الاجتماعى
أو الوساوس القهرية
فأنما يعانون من التخيل السلبى لكل ما يقلقهم أو يؤثر على اعصابهم
وبأدراكك لتلك القاعده المهمة
فأذا استطعت
ان تحقق الانسجام بين ما ترغبه حقيقه
وما تتخيله وتضعه فى عقلك
فستعمل فى انسجام
الخلاصة :
لكى تحقق نجاح فى مجال لابد ان تتوافق رغباتك مع احلامك
لكى يعمل عقلك بكفأة استرخى وأبتعد عن العصبية والضغط على العقل
تخيل ما تريده لا ما لا تريده
درب عقلك اللاواعى دوما ً على النجاح
وأن يعمل معك لا ضدك
الخلاصة :
لكى تحقق نجاح فى مجال لابد ان تتوافق رغباتك مع احلامك
لكى يعمل عقلك بكفأة استرخى وأبتعد عن العصبية والضغط على العقل
تخيل ما تريده لا ما لا تريده
درب عقلك اللاواعى دوما ً على النجاح
وأن يعمل معك لا ضدك.
اقْبَلْ مِن الناس ما تيسر *** وَدَع من الناس ما تَعَسَّرْ فإنما الناسُ من زجاج *** إن لم تَرَفَّقْ به تَكَسَّرْ
اقْبَلْ مِن الناس ما تيسر *** وَدَع من الناس ما تَعَسَّرْ
فإنما الناسُ من زجاج *** إن لم تَرَفَّقْ به تَكَسَّرْ
تذكر كتب السير أن زياد بن أبيه كان مفرطاً في الذكاء، وكان من دهاة العرب المعدودين.
وقد جاء في قصة زياد أنه لما عزله عمر بن الخطاب عن العراق، قال له: "لم عزلتني يا أمير المؤمنين؟ ألِعَجْزٍ أم خيانة؟".
فقال عمر -رضي الله عنه-: "لم أعْزِلْك لواحدة منها، ولكن كرهت أن أَحْمِلَ فَضْلَ عَقْلِكَ على الناس".
فعمر -رضي الله عنه- أدرك بثاقب نظره -وهو المُحَدَّث الملهم- أن العراقَ بلد يميد بالفتن، ويعج بالاضطرابات، وأدرك أن زياداً مفرطٌ في الذكاء والدهاء؛ فَكَرِهَ ولايتَه؛ خشيةَ أن يحمل الناس على ما يدري في العواقب من الحقائق، فَيُعَنِّفَ عليهم، ويحملهم على ما لا تقتضيه الحكمة من مداراتهم.
على حين أن الحال توجب حَمْلَهم على ما يقتضيه عصرهم الحاضر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها- : "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم".
تذكَّرت قصةَ عَزْلِ زيادٍ وأنا في حوار مع صاحب لي؛ حيث كان ذلك الصاحب يتمتع بشهامة خاطر، وكرم نفس، وتَرَفُّعٍ عن الدنايا، وتَنَزُّهٍ عن المحقرات وما يخل بالمروءات، يصدق عليه قولُ إياسِ بنِ قتادة:
وإن من السادات من لو أطعته *** دعاك إلى نار يفوح سعيرها
وكانت تلك الصفات تَلَذُّ له، وتؤذيه -في الوقت نفسه- على حد قول أبي الطيب:
تلذ له المروءة وهي تؤذي *** ومن يعشق يلذَّ له الغرام
تلذ له من جهة أن في المروءة نفسِها لذةً تفوق كلَّ نعيمٍ في هذه الحياة، وأن فيها راحةً للضمير، وسلامةً من مواطن الذلة والهُون.
وتؤذيه من جهة ما يلاقيه من أجلها من المشاق والتكاليف الباهضة التي لا ينهض بإِصْرها إلا ذو صبر متين، وحظٍّ عظيم.
ولكن الأذى الذي يلحقه من هذه الناحية يَهُون عليه لما يناله من اللذات والآثار التي تنتج عن المروءة.
أما الأذى الذي ينال نيله منه فهو ما يلاقيه من أحوال كثير من الناس؛ حيث يرى دنوَّ النفس من بعضهم، ويرى قلة الوفاء من آخرين، ويرى تصرفاتٍ ينكرها بطبعه الكريم، وأعمالاً يأباها ذوقه السليم؛ فيتأذى من جراء ذلك أذىً كثيراً؛ لما يراه من تلك الأعمال التي لا تليق بنظره، ولا ترتقي إلى المقام الذي يؤمله.
فكنت أذكره بمقولة عمر -رضي الله عنه- لزياد، وأقول له: لا تَحمِلِ الناس على فضل مروءتك، ولا تُحمِّلْهم فوق طاقتهم، فهم:
أعمى وأعشى ثم ذو *** بصرٍ وزرقاءُ اليمامة
فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات -بإذن الله-.
فخير لك -إذ- أن تستمر على مروءاتك، وأن تتغاضى عن بعض تفريطهم وتقصيرهم في بعض حقوق المروءة؛ فالله -عز وجل- يقول: [خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ].
أي خذ ما صفا من أخلاق الناس، وما سمحت به نفوسهم، ولا تكلفهم فوق ما يطيقون على حد قول القائل:
اقْبَلْ مِن الناس ما تيسر *** وَدَع من الناس ما تَعَسَّرْ
فإنما الناسُ من زجاج *** إن لم تَرَفَّقْ به تَكَسَّرْ
فإذا لزمت هذه الطريقة أرحت نفسك، وأرحت غيرك ممن لا بد لك من معاملته.
وبعد مدة قابلت صاحبي، وتجاذبنا أطراف الحديث، فَعَرَّج على الحديث السابق، وقال: لقد أفدت كثيراً من ذلك الحديث، وصرت أحاول ألا أكلف نفسي أو غيرها فوق الطاقة؛ فأرحت، واسترحت.
فإنما الناسُ من زجاج *** إن لم تَرَفَّقْ به تَكَسَّرْ
تذكر كتب السير أن زياد بن أبيه كان مفرطاً في الذكاء، وكان من دهاة العرب المعدودين.
وقد جاء في قصة زياد أنه لما عزله عمر بن الخطاب عن العراق، قال له: "لم عزلتني يا أمير المؤمنين؟ ألِعَجْزٍ أم خيانة؟".
فقال عمر -رضي الله عنه-: "لم أعْزِلْك لواحدة منها، ولكن كرهت أن أَحْمِلَ فَضْلَ عَقْلِكَ على الناس".
فعمر -رضي الله عنه- أدرك بثاقب نظره -وهو المُحَدَّث الملهم- أن العراقَ بلد يميد بالفتن، ويعج بالاضطرابات، وأدرك أن زياداً مفرطٌ في الذكاء والدهاء؛ فَكَرِهَ ولايتَه؛ خشيةَ أن يحمل الناس على ما يدري في العواقب من الحقائق، فَيُعَنِّفَ عليهم، ويحملهم على ما لا تقتضيه الحكمة من مداراتهم.
على حين أن الحال توجب حَمْلَهم على ما يقتضيه عصرهم الحاضر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها- : "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم".
تذكَّرت قصةَ عَزْلِ زيادٍ وأنا في حوار مع صاحب لي؛ حيث كان ذلك الصاحب يتمتع بشهامة خاطر، وكرم نفس، وتَرَفُّعٍ عن الدنايا، وتَنَزُّهٍ عن المحقرات وما يخل بالمروءات، يصدق عليه قولُ إياسِ بنِ قتادة:
وإن من السادات من لو أطعته *** دعاك إلى نار يفوح سعيرها
وكانت تلك الصفات تَلَذُّ له، وتؤذيه -في الوقت نفسه- على حد قول أبي الطيب:
تلذ له المروءة وهي تؤذي *** ومن يعشق يلذَّ له الغرام
تلذ له من جهة أن في المروءة نفسِها لذةً تفوق كلَّ نعيمٍ في هذه الحياة، وأن فيها راحةً للضمير، وسلامةً من مواطن الذلة والهُون.
وتؤذيه من جهة ما يلاقيه من أجلها من المشاق والتكاليف الباهضة التي لا ينهض بإِصْرها إلا ذو صبر متين، وحظٍّ عظيم.
ولكن الأذى الذي يلحقه من هذه الناحية يَهُون عليه لما يناله من اللذات والآثار التي تنتج عن المروءة.
أما الأذى الذي ينال نيله منه فهو ما يلاقيه من أحوال كثير من الناس؛ حيث يرى دنوَّ النفس من بعضهم، ويرى قلة الوفاء من آخرين، ويرى تصرفاتٍ ينكرها بطبعه الكريم، وأعمالاً يأباها ذوقه السليم؛ فيتأذى من جراء ذلك أذىً كثيراً؛ لما يراه من تلك الأعمال التي لا تليق بنظره، ولا ترتقي إلى المقام الذي يؤمله.
فكنت أذكره بمقولة عمر -رضي الله عنه- لزياد، وأقول له: لا تَحمِلِ الناس على فضل مروءتك، ولا تُحمِّلْهم فوق طاقتهم، فهم:
أعمى وأعشى ثم ذو *** بصرٍ وزرقاءُ اليمامة
فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات -بإذن الله-.
فخير لك -إذ- أن تستمر على مروءاتك، وأن تتغاضى عن بعض تفريطهم وتقصيرهم في بعض حقوق المروءة؛ فالله -عز وجل- يقول: [خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ].
أي خذ ما صفا من أخلاق الناس، وما سمحت به نفوسهم، ولا تكلفهم فوق ما يطيقون على حد قول القائل:
اقْبَلْ مِن الناس ما تيسر *** وَدَع من الناس ما تَعَسَّرْ
فإنما الناسُ من زجاج *** إن لم تَرَفَّقْ به تَكَسَّرْ
فإذا لزمت هذه الطريقة أرحت نفسك، وأرحت غيرك ممن لا بد لك من معاملته.
وبعد مدة قابلت صاحبي، وتجاذبنا أطراف الحديث، فَعَرَّج على الحديث السابق، وقال: لقد أفدت كثيراً من ذلك الحديث، وصرت أحاول ألا أكلف نفسي أو غيرها فوق الطاقة؛ فأرحت، واسترحت.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)